الاثنين، يوليو 09، 2012

كيف يقدم بوزون هيغز قصة جديدة لخلق الكون ــ لورنس م. كراوس

لم يكن الاسم الذي أطلقته وسائط الإعلام على جسيم هيغز، الذي يعتقد أنه اكتُشف هذا الأسبوع، ليكون أكثر تضليلا. وهنا يشرح لنا لورنس م. كراوس كيف يمكن لهذا الجسيم أن يتخلص في النهاية من فكرة خالق فوق-طبيعي. 

 

لقد شهدنا ضجة كبيرة منذ إعلان المركز الأوربي للبحوث النووية (CERN) يوم 4 يوليو (تموز) أن التجربتين الكبريين في مصادم الهادرون الكبير قد كشفتا عن أدلة لصالح جسيم أساسي جديد. والجسيم المقصود يبدو أنه جسيم هيغز، الذي كان العلماء يسعون خلفه منذ حوالي 50 عاما، وهو اليوم في قلب أفضل نظرياتنا الحالية عن الطبيعة. ولكن الإثارة الحقيقة يبدو أنها تكمن في حقيقة أن هذا الاكتشاف المنتظر طويلا، كثيرا ما يُدعى في الأوساط العمومية "جسيم الرب". ظهر هذا المصطلح لأول مرة في عنوان سيئ الحظ لكتاب ألفه الفيزيائي ليون ليدرمان قبل عشرين عاما، وفي حين  أنه ما من عالم (بما في ذلك ليدرمان) استخدمه قبل ذلك أو بعده، فقد أسر خيال وسائل الإعلام.

وقف العلماء في المركز الأوربي للأبحاث النووية، مبتهجين للاكتشاف
المحتمل لجسيم أساسي. (Denis Balibouse / AFP-Getty Images)

إن ما يجعل هذا المصطلح بالخصوص سيئ الحظ هو أنه لا يمكنه أن يكون أكثر بعدا عن الحقيقة. فلو افترض أن الجسيم المقصود هو بالفعل جسيم هيغز، فهو يشرّع لثورة غير مسبوقة في فهمنا للفيزياء الأساسية ويقرّب العلم من القضاء على الحاجة لأي تخاريف فوق-طبيعية في طريق العودة إلى بداية الكون—وربما حتى قبل تلك البداية، إن كان هناك قبل. فهذه الفكرة الصادمة تتنبأ بمجال غير مرئي (هو مجال هيغز) يتغلغل في كل الفضاء، وتقترح أن خصائص المادة، والقوى التي تحكم وجودنا، هي مشتقة من تفاعلها مع ما قد يبدو فضاء خاليا. لو كانت قيمة أو طبيعة مجال هيغز مختلفة، لأصبحت خواص الكون مختلفة، ولم نكن موجودين هنا نتساءل عن السبب. إضافة لذلك، يؤيد مجال هيغز فكرة أن فضاء يبدو فارغا قد يحمل بذور وجودنا. وهذه الفكرة تقع في صميم أجرأ تنبؤات علم الكونيات، أعني بذلك التضخم Inflation: التي تقترح أن نوعا مشابها من مجال الخلفية كان قائما بالفعل في اللحظات الأولى للانفجار الكبير، وهو ما دفع بمنطقة مجهرية الحجم للتمدد إلى أكثر من 85 مرتبة عشرية في كسر من الثانية، وبعد ذلك تحولت كل الطاقة التي احتواها هذا الفضاء الفارغ إلى المادة والإشعاع اللذين نراهما اليوم. يطلق ألان غاث، مؤصل هذه النظرية، عليها اسم "أعظم غداء مجاني!"

صورة مولدة حاسوبيا قدمتها CERN، يظهر فيها
الحدَث ’المرشح الاعتيادي‘ (Courtesy of Cern)

لو استمدت هذه الأفكار الجريئة، أو العنيدة كما يسميها البعض، الدعم من النتائج الرائعة في مصادم الهادرون الكبير، ففي وسعها أن تؤيد احتمالين غير مريحين نظريا: الأول، أن العديد من صفات هذا الكون، بما في ذلك وجودنا، قد تكون عواقب تصادفية للظروف التي حفت مولد الكون؛ والثاني، أن خلق "شيء" من "لاشيء" لا يبدو أنه مشكلة على الإطلاق—فكل ما نراه ربما يكون قد نشأ كجشأة كمية في الفضاء بلا هدف أو ربما جشأة كمية للفضاء ذاته. ربما خطا البشر، بأدواتهم الرائعة وأدمغتهم الأروع، للتو خطوة جبارة نحو استبدال التخمين الماورائي بالمعرفة المثبتة تجريبيا، إذ يمكن القول أن جسيم هيغز هو الآن أكثر أهمية من الله.

لورنس م. كراوس هو مدير مشروع أوريجنز بجامعة ولاية أريزونا. وأحدث كتبه هو "كون من لا شيء" (Free Press, 2012).

هناك تعليق واحد:


  1. شركة غسيل خزانات بمكة


    تخلص من البكتريا و الطحالب و الشوائب التي تعلق بجدران الخزان مع شركة المنزل شركة غسيل خزانات بمكة وباقوي مواد التنظيف و احدث طرق التخلص من البكتريا و الاوساخ تحت اشراف الفنيين و المتخصصين بمكة لتقديم افضل خدمة تنظيف خزانات بمكة لجميع عملائنا و باقل الاسعار بمكة المكرمة


    تنظيف خزانات بمكة


    http://elmnzel.com/cleaning-tanks-makkah

    ردحذف